كرة القدم نشرت شباكها..

 بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعرف من أين أبدأ (والمشكلة في ذلك أن أسلوبي ليس جيدا في التدوين ) لكن سأحاول فالموضوع واضح من خلال العنوان، لا أخفي عليكم لقد كنت من متتبعي رياضة كرة القدم لم أكن أدع مباراة واحدة تفوتني لكن الآن الحمد لله الذين هداني وابتعدت عنها ليس نهائيا لكن أشاهدها في حالة ما إذا كنت بلا عمل أو من أجل الترفيه عن النفس في ساعة ما في شهر ما.
كما قلت في العنوان فهذه الرياضة منذ ظهورها أول مرت نشرت شباكها أحكمت خيوطها ولم تدع بيتا ولا بلدا إلا وقد نشرت ذلك المرض وتلك العدوى (أو يمكن تسميتها حمى كرة القدم) لقد أصيب بها الصغير والكبير والرجال والنساء والفقراء والأغنياء المرضى والأصحاء ولم ينج منها إلا من يعرفها وليس من يعرفها ذلك الذي يمارسها بل هو الذي يعرف كيف يتعامل معها.
يوم المباراة العامل يتعطل عن عمله الطالب والتلميذ يتغيب عن حصته الآباء يصابون بالعمى إلا عن التلفاز المقاهي مكتظة الملاعب لا تستطيع الوصف الألسنة أصابها الخرس إلا على المباراة الأذان أصابها الصمم إلا على ما يقال عن المباراة العقول مشغولة النقاشات ارتفعت أصواتها (والتي لا تخلوا من كلام السب والشتم والقسم) الشباب وهم في طريقهم إلى المقاهي يمرون على أكشاك السجائر ليشتروا مظادات التوتر والفزع، المصانع متوقفة المستشفيات خارج الخدمة (إلا جناح الإستعجالات فهو متأهب بدرجة قصوى بإنتظار ما تسفر عنه الشجارات في الملاعب والمقاهي وغيرها )الأسواق خالية المساجد (يرحمها الله) هجرت إلا من المؤذن والإمام ويعض المصلين وفيهم من يترجى في نفسه الإمام أن لا يطيل بهم الصلاة كيلا تفوته المباراة لقد جاء مكرها خوفا من كلام الناس لا خوفا من رب الناس، المتاجر أغلقة أبوابها،مراكز البريد دور البلدية ثكنات الشرطة المدارس ومراكز التكوين في عطلة غير رسمية مدفوعة الأجر (أعلم بأن هناك الكثير لم أذكره لكن لا بأس فما قلته ليس بالقليل) هذا قبل المباراة أما بعد المباراة فالحال يعتمد على النتيجة إذا كانت ربحا لا داعي لأن أقول ماذا يحدث فكلنا نشاهد ذلك في قنوات التلفاز وإذا كانت خسارة فلا شيئ يسيطر على المكان من غير الحزن والحسرة والكآبة مع قليل من البكاء وقطرات الدموع التي تنزل من عين كانت خاشعة مع المباراة لا مع الصلاة، وجل الكلام بعد الخسارة هو لو أن........ولو أن.......ولو أنه.....
هذا ما عندنا نحن العرب المسلمون يوم المباراة فماذا يا ترى يكون لدى الغرب في هذا اليوم(بالرغم من أن هذه الرياضة قد بدأت من عندهم وتطورت عندهم واحتفظوا بجميع الحقوق لأنفسهم وأقصد بذلك (FIFA) ) أحالهم أسوأ من حالنا أم هم ممن يتقنون التعامل مع هذا الوضع.
في الغرب يوم المباراة تعتبر فرصة للعمل والربح (لا أقصد أصحاب القمار والعياذ بالله) بل المحلات و أصحاب المواصلات وأصحاب القنوات وأصحاب الإستثمارات في النوادي والمنتخبات و منظمة الفيفا ومختلف الرياضات أما الشعب فهو ليس أسوأ من حالنا نحن العرب سوا أنهم يتمتعون ببعض الروح الرياضية . فكرة القدم والله أعلم ظهرت أول مرة في الصين و تطورت في إنجلترا وهي الآن تنهب خيرات العرب.
كتبت سؤالا في محرك البحث وكان السؤال ما الفائدة من كرة القدم فوجدت أن هذا السؤال قد طرح في عدت أماكن ووجدت الإيجابة كلها تتعلق بالفائدة البدنية أي أن الفائدة كلها تعود على اللاعبين سواء الجسمية أو المالية أما المتفرجين والمتلهفين والمصابين بحمى الكرة فلا يأخذون منها سوى تضييع أكثر من ساعتين من وقتهم هذا إذا كانوا في البيت أو في المقهى أما في الملعب فأظن أنه أكثر من نصف يوم ولكن أنا أرى أن لها فوائد أخرى والتي منها.تضييع الوقت ونهب المال، إثارة التفرقة والفتنة و بين الإخوة وبين الشعوب والدول مثلما حدث بين الجزائر ومصر، إلهاء الشعوب العربية عن ما يحدث في المستعمرات الغربية، نشر الإعجاب عند المسلمين (أي أن يعظم المسلم وأن يعجب بلاعب كافر والعياذ بالله)، انفاق المليارات من الدولارات على المباريات ما تكفي للقضاء على الفقر وتخليص العالم مما هو فيه من أزمات.
أظن أن فائدة كرة القدم ينالها الفرد من ممارستها لا من مشاهدتها فالشعار يقول العقل السليم في الجسم السليم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق