لغتي العامية.وواقع جامعتي...

 بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا نعرف أنه في هذا الوقت لم يعد أحد يتكلم باللغة العربية الفصحى ليس لأنهم لا يتقنونها بل لأنهم يستثقلونها رغم خفتها فأصبحت كل منطقة وكل دولة بل وكل حضارة بلغتها أو بالأحرى بلهجتها الخاصة لأننا لهجاتنا أغلب كلماتها من العربية الفصحى بالرغم من وجود بعض الكلمات التي هي بالعربية الفصحى مع قليل من التعديل و بالأصح هي مزيج بين اللغة العربية الفصحى (مع كلمات معدلة) وبين كلمات مستحدثة من لغات أخرى كما عندنا نحن في الجزائر وبما أننا قد نلنا قسطا من الإستعمار فقد أثر فينا واقتبسنا كلمات من اللغة الفرنسية .
هذا مدخل قصير لموضوعي هذا لأتكلم بعده عن اللغة العامية المنتشرة في منطقتي وأسميها أنا بلغة القلقلة بسبب أننا ننطق بعض الكلمات التي تحتوي على حرف الغين فنستبدل الغين بالقاف مع العلم أن هذه الكلمات ليست بالفصحى بل هي بالعامية  مثال ذلك قدوة  ومعناها بالفصحى غدا  وكذلك كسرأول الكلمة (ليس كل الكلمات لكن بعضها ) مثال ذلك الكلمات ذات الثلاثة أحرف (تمر،شعر،لبن،....) وكما قلت بعض الكلمات الأخرى المستحدثة والمقتبسة خاصة من اللغة الفرنسية ومثال ذلك ستيلو ومعناها بالفصحة قلم وأيضا كورطابل ومعناها بالفصحة محفظة.
هذه لمحة قصيرة عن لغتي العامية التي أتشرف وأفتخر بها ولا أخجل بالتواصل مع الآخرين بها بالرغم من أن بعض المناطق الأخرى وخاصة منها المناطق الشمالية يعتبرونها لهجة للمتخلفين ويضحكون على من وجدوه يتكلم بها ولا يعلمون أننا كلنا قد شربنا من كأس واحدة وهي أننا كلنا ابتعدنا عن لغتنا الأصلية أم اللغات اللغة العربية.
ربما عنوان هذا الموضوع سيكون مختلفا قليلا عن ما سأكتبه الآن لكن لا بأس فالكل يصب في مشكاة واحدة أرى (وعندما أقول أرى فيعني أنني رأيت ذلك بأم عيني) أرى بعض الطلبة الجامعيين لا يستطيع أن يقول جملة واحدة أو أن يكتب جملة واحدة باللغة العربية الفصحى صحيحتين،هذا إن لم يدخل بها كلمة من لغة أخرى بدون شعور ظنا منه أنها بالعربية.
أظن أن المشكلة لا تكمن في هذا الطالب في حد ذاته مع أنه يتحمل جزءا منها لكن السبب الرئيس وراء هذه الكارثة هي وزارات التعليم المفرنسة.كيف لدولة عربية أن يكون منهاج الدراسة فيها بلغة غير اللغة العربية لا أتكلم عن الأطوار الثلاثة الأولى (الابتدائي والمتوسط والثانوي) بل أتكلم عن الطور الجامعي الذي أصبح مستوى الطالب اليوم لا يرقى لأن يسمونه طالبا لا يستحق أن يعطى له صفة الطالب سواءا بسبب اخلاقه (ليس كل الطلبة بالتأكيد فيوجد منهم من هم في أرقى درجات الأخلاق والعلم) وسواءا من حيث العلم وهذه بعض الصفات التي أتكلم عنها عفاني وعفاكم الله منها وهدانا إلى صراطه المستقيم.
أيعقل أن شابا في مستوى طالب جامعي(لا يستحقها) يغش يوم الإمتحان ويزيد على ذلك أنه يقسم على أنه لم يغش (من غشنا فليس منا).
أيعقل أن طالبا جامعيا يرد على استاذه فقط لأنه طلب منه بعض الهدوء يرد عليه إلا إن يصل الأمر لان يقول الطالب للأستاذ (هي أستاذة في الحقيقة) بكلام بذيء وسب وشتم.في رأي فإن الأستاذة هذه تستحق البعض من ذلك الكلام بسبب بعض تصرفاتها التي  تنافي مستواها وصفتها كأستاذة.
أيعقل...............(لو استمريت في الكتابة وسرد الواقع أعلم أنني لن أنتهي أبدا.)

3 التعليقات:

د.سمر يقول...

أحببت كثيرا كيف حللت لهجتك العامية ..فأنا أعرف لهجتي العامية الحجازية ..وأستطيع أن أميز سريعا من يتحدث بها لكن لم أفكر من قبل في مميزات هذه اللهجة كما فعلت أنت مع لهجتك ولخصت مميزاتها : تحويل الغين إلى قاف ..كسر أول الكلمة ..وهكذا :)

أعتقد أن معرفة هذه المواصفات سيسهل علينا فهم لهجات الآخرين عند سماعها .

شكرا لك :)

أبــ علي ـو يقول...

شكرا لك اخي على مرورك
ردك هذا يعتبر دعما لي

مريم يقول...

السلام عليكم.اولا بارك الله فيك دائما موفق في اختيار المواضيع وإن كنت حديثة عهد بزيارة المدونة وإن شاء الله ستكون من محطات برنامجي اليومي.أكيد هذا من مخلفات الاستدمار ومابعده بسببنا فكما قلت صار التحدث باللغة الفرنسية قمة التطور ,ولغتنا غريبة بين اهلها .ولكن انوه ان الذنب لا تتحمله المنظومة بمفردها فحتى الاسرة تساهم بنسبة كبيرة وقلة المطالعة .

إرسال تعليق