شهادة المستوى....

ها أنا بعد ثلاث سنوات من الدراسة في الجامعة قد أتممت السنة الأخيرة من سنوات الدراسة لكن هناك سؤال مازال يحيرني هل أستحق حقا الشهادة التي تثبت وصولي لهذا المستوى؟ الذي في وقت قريب كان لابد من دراسة أربع سنوات لتحصل عليها..

ما جعل هذا السؤال يزيد من حيرتي أنني قد جربت النظام الجديد -وما هو بنظام- وكل من درس في الجامعة تحت هذا النظام يعلم أنه ليس بالطريقة الصحيحة لإنشاء طلبة -لا أقول مثقفين- بل أقول متخصصين، أبدا لن يستطيعوا بهذا النظام الحصول على طلبة متخصصين، وكمثال أنا في تخصص المحاسبة أو لا أتكلم عن تخصص المحاسبة فقط بل سيشمل كلامي كل التخصصات في الكلية..

الحقيقة أن المقاييس لم تتبدل من النظام السابق إلى النظام الجديد وكل ما تبدل -أو أقول كل ما تدهور- هو الوقت المخصص لدراسة المقياس فالنظام القديم أتاح للطلبة فرصة سنة جامعية كاملة لدراسة مقياس ما، مما يتيح للطلبة وقتا كافيا للإلمام بجل ما يحتويه المقياس، أما النظام الجديد فلم يخصص سوى سداسي واحد للمقياس وهو ما يعني قرابة 4 حصص في الشهر وقد لا تتعدى 10 حصص في السداسي الواحد هذا إذا لم نأخذ غيابات الأساتذة والطلبة وتأخر انطلاق الدراسة والعطل وغيرها بعين الإعتبار. فهذا الوقت لا يكفيك حتى للتعرف على ما هية المقياس الذي تدرسه.

كمثال كذلك هناك بعض المقاييس الأساسية لا تنطلق دراستها سوى في الشهر الأخير وحتى قبل أسبوعين من الإمتحانات، ما يعني أن الأستاذ سيكون مضطرا بكل سعادة أن يقدم للطلبة ورقتين عليهم حفظها والدخول لقاعة الامتحان دون فهم ووعي لما تحتويه، وهذا لم يمر علي في مقياس او اثنين بل هذا قد رأيته في السنة الأولى والثانية والثالثة وفي جميع التخصصات والمستويات في الكلية إن لم أقل في الجامعة إن لم أقل في كافة جامعات الوطن.

ناهيك عن المستوى المتدني لأغلبية الطالبة الذي لاحظته في كليتي وخاصة في تخصصي، قلة فهم، استهتار بالدراسة، غش لا يتوقف، النقطة بأي وسيلة، وأشياء لا أحب تذكرها، طبعا ذلك لا يجعلني أفضل منهم لكنني الحمد لله أنني لست مثلهم والحمد لله أنني رأيت في الجامعة من الطلبة ما شرفت على التعرف به وقد كانوا نعم  الطلبة.

وسأذكر قصة قصها علي أحد أصدقائي أنه كان يوما جالسا مع نائب عميد الجامعة- رجل من رجال الجامعة القليلين- فقال لو أن لي بهذه الجامعة قوة لحولت 30000 طالب إلى 3000 طالب و3000 أستاذ إلى 300 أستاذ، وأترك التعليق والتعليل لكم.

لربما قد بينت الآن لماذا أنا متحير من درجة استحقاقي للشهادة.