الجامعة بين النظام الجديد والقديم...

بسم الله الرحمن الرحيم.
إلتجأت العديد من الدول العربية ومنها الجزائر إلى تغيير النظام السار في الجامعات من القديم إلى الحديث وهذا الأخير يسمى بنظام أل آم دي (LMD) وكما يقال هذه الكلمة تتكون من الحروف الأولى لكل من ليسانس ماستر دكتوراه ظهر هذا النظام في فرنسا عام 1998 ثم إنتشر في العديد من الدول العربية من بينها تونس والجزائر ويختلف هذا النظام عن سابقه في طريقة التدريس والبرامج المقرر للتدريس وطريقة التقييم وغيرها
والهدف من إنشاء هذا النظام كان لإنشاء فضاء جامعي قبل سنة 2010 متطابق في جميع الدول الأوروبية وذلك لتوحيد المعايير النوعية في الدرجات الأكاديمية ولجعل الشهادة المنالة لها تصريح في كل الدول الأوربية ،لكن إذا كان هذا البرنامج قد حقق الهدف الذي برمج من أجله الله أعلم؟.
كما قلت فقد أخذت العديد من الدول العربية إلى تغيير النظام القديم عندها في الجامعات بهذا النظام المستحدث والذي لا أعرف سبب الأخذ به فإذا كان هدف الدول الأوربية من أخذ هذا النظام هو توحيد النظام الجامعي فلا أعرف ما هو هدف الدول العربية ولا أظن أن لها هدف سوى السير وراء تخطيط الغرب وسوف أتكلم عن واقع الجامعة قبل وبعد تطبيق هذا النظام وبالأخص سوف أتكلم عن واقع الجامعة الجزائرية لأنني قد شربت من مرارتها ومن مرارت هذا النظام.
أظن أن كل التخصصات في كافة الجامعات تعاني من نفس المشاكل والصعوبات والعراقيل من حيث الدروس المكثفة ومن حيث طريقة التدريس ومن حيث الكم الهائل من الدروس المقررة وضيق الوقت فمثلا المادة أو البرنامج الذي كان يدرس في سنة جامعية كاملة أصبح يدرس فقط في مدة لا تتجاوز 3 شهور وهذا إن نزعنا الوقت المتأخر للإنطلاق في الدراسة والعطل الرسمية والغير رسمية وغيرها وأيضا أن التحديثات التي طرأت على البرامج والمناهج الدراسية قد أثرت على الأساتذة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى لو أن حكومتنا قد طبقة هذا النظام بإيجابياته وتعديل سلبياته لكن أفضل بكثير لكن للأسف نأخذ من عندهم ولا نعرف كيفية الأخذ ،فالدول الأروبية  بالرغم من إعتمادها هذا النظام في جامعاتها إلا أنها لم تهمل المعاهد والمدارس العليا فهي تعتمد عليها بدرجة كبيرة في صنع طبقة علمية متميزة تضيف الجديد وتغير من القديم في المجالات المختلفة أما بالنسبة للجامعات ومع تطبيق النظام الجديد والذي يعتمد على ثلاث سنوات دراسة فقط فالهدف من الجامعات إيجاد طبقة مثقفة عاملة.أما عندنا نحن في الجزائر فقد أهملنا المعاهد والمدارس العليا إن كانت عليا وأضفنا على ذلك أن طبقنا هذا النظام الجديد الذي سوف ينشأ جيلا لديه شهادات من ورق فقط شهادة ليسانس لطالب مستواه متوسط أي في الطور المتوسط وشهادة ماستر لطالب مستواه ثانوي وشهادة دكتوراه ربما صاحبها يستحقها والله أعلم، فلا نحن أبقينا على الجامعات بما كانت تنتج من الإطارات المعتبرة ولا نحن أبقينا على المعاهد التي كانت من الممكن أن تخفظ من الأزمات القادمة الناتجة عن تطبيق هذا النظام.
حقيقتا لمَا يتذكر الطالب الذي يدرس في النظام الجديد لما يتذكر أنه سوف ينال شهادة ليسانس قد يحتقر نفسه وهو على حق لأنه لو قارن بين المعنى الحقيقي لهذه الشهادة وبين مستواه فسوف يجد المسافة بينهما كبيرة جدا فهو إن درس وإجتهد فهو ناجح وإن تكاسل وتخاذل فهو ناجح فالكل ناجح أما المعيد فهو فقط من يتغيب عن الدراسة كثيرا أو الذي يفتعل المشاكل لا غير.
فنقول إلى أين يا مسؤولين إلى أين يا وزير التعليم العالي ألم يكفك الحال الذي آل إليه مستوى الطلبة في السنوات القليلة الماضية حتى تزيد عليهم بهذا المجهول ألم يأن لنا أن نرجع إلى الأصل ألم يأتي الوقت الذي نكون فيه نحن من نأصل ونضع طريق سيرنا لوحدنا ألم نكتفي مما لاقيناه حتى نزيد على أنفسنا ونلقى أكثر مما لاقيناه  .
سلام عليكم يا طلبة الجزائر مع هذا النظام أنتم الآن أشباه الطلبة ولستم بطلبة فلكي ترتقوا بأنفسكم  إعتمدوا على أنفسكم فوق إعتمادكم على جامعتكم وأطلبوا العون من الله وبالله التوفيق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق